حكم قراءة القرآن للجنب

ورد عن علي رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله وعليه وسلم يقرئنا القرآن ما لم يكن جنبًا، فإذا كان جنبًا، فلا، ولو حرفًا ذكره في البلوغ، وهو يدل على أن الجنب لا يقرأ القرآن مطلقًا سواء عن ظهر قلب، أو في الصحف، ولعل الحكمة أن حدثه كبير، والقرآن له حرمته ومكانته، وقد رفع الله قدره، ووصفه بالرفع، والتطهير في قوله: صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ ولعل الحكمة أيضًا حث الجنب على المبادرة بالاغتسال، وعدم التواني، حتى يتمكن من القراءة. وذهب بعضهم إلى جواز قراءة الجنب للقرآن لقول عائشة رضى الله عنها: كان النبي صلى الله وعليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه فالذكر عام، ويدخل فيه القرآن، لكن العمل على الأول، والمراد بالذكر : الدعاء، والثناء على الله، ويجوز دعاء الجنب بآيات قرآنية، ونحوها. وأما مس المصحف، وهو جنب، فلا يجوز للآية المذكورة، ولقوله تعالى: لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وحديث عمرو بن حزم لا يمس القرآن إلا طاهر رواه مالك وغيره وذكر ذلك مالك عن سعد بن أبي وقاص وغيره، هذا هو الصحيح. والله أعلم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد