فتاوى ابن جبرين » عبادات » الحج » أركان الحج » ركن الحج الوقوف بعرفة » فضل الوقوف بعرفة
أبرز المضامين العقدية والإيمانية لاجتماع المسلمين في أداء الحج
س: ما هي أبرز المضامين العقدية والإيمانية لاجتماع المسلمين
في أداء الحج ؟
الحج عبادة بدنية مالية فرضها الله تعالى على المستطيع
لحكم ومصالح كبيرة أجملها تعالى بقوله: لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ فإن المسلم يعتقد
وجوب امتثال أمر الله تعالى لعباده جميعًا؛ لقوله تعالى : وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ
الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا حيث يعلم وجوب أداء الحج عليه عند القدرة، فمتى
تيسر له الحج قام به على الوجه الأكمل الذي تبرأ به الذمة وتسقط به الفريضة
ويحمله على ذلك تصديق خبر ربه سبحانه، والامتثال لأمر الله، وطلب الأجر
المرتب على ذلك بقول النبي : من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه
فيبعد عبادته عن الرياء والسمعة والمباهاة والتمدح والافتخار بأن يكون
مخلصًا عبادته لربه، معتقدًا أنه الذي يقبل العبادة الخالصة ويثيب عليها، ثم
يزداد إيمانه ويقينه بصحة هذا الأمر وثبوته عندما يفد إلى تلك المشاعر
المفضلة ويشاهد مواقف من سبق من الأنبياء وأتباعهم، ويتحقق أن كل من وقف في
تلك المشاعر وتنسك بما أمر به فيها إنما قصدوا وجه الله تعالى والدار
الآخرة. وهكذا يشاهد الجم الغفير الذين توافدوا وجاءوا من كل فج عميق
وهدفهم موحد وهو أداء هذه العبادة العظيمة التي لا تصلح إلا بعبادات تختص
بتلك البقاع أو الأماكن المقدسة من الازدحام في الطواف والسعي وفي عرفات و
المشعر الحرام وفي منى وعند الجمرات وما يتقربون به من الدعاء والذكر
والصلوات ونوافل العبادات وذبح القربات والحلق والتقصير، وكل ذلك مما
يفعلونه احتسابًا وطلبًا للأجر والثواب الأخروي، فهم يصبرون على اللأواء
والشدة والتعب والغصب، وينفقون الأموال الطائلة ويركبون الأخطار ويفارقون
أموالهم وبلادهم وأهليهم ويتكبدون الصعوبات؛ لأجل أداء هذه الشعيرة التي
يعتقدون أنها فريضة الله عليهم، وركن من أركان دينهم الذي يدينون به لربهم،
ولا شك أن مشاهدة ذلك الحشد الكبير والجمع الكثير في تلك المشاعر مما يقوي
إيمان العبد ويكسبه قوة في العقيدة وثقة بوعد الله لهم بالمغفرة والرحمة
والتجاوز عن الذنوب العظام، وهكذا يزداد إيمان الحاج وتقوى عقيدته عند
تقربه بذكر ربه ودعائه والثناء عليه، وأداء ما يستطيعه من الواجبات
والمندوبات المشروعة في تلك المشاعر المفضلة حيث أمر الله تعالى بذكره
وشكره وحسن عبادته كما قال تعالى: كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ وقال
تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
وفي الإكثار من ذكره استحضار عظمته وتذكره فضله وإنعامه وجوده على عباده.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -