استغناء بعض الأصناف عن سهمه

فتاوى ابن جبرين » عبادات » الزكاة » كيفية توزيع الزكاة على الأصناف الثمانية » استغناء بعض الأصناف عن سهمه

زكاة الفطر


س: تلاحظون- جزاكم الله خيرا- ما اعتاده كثير من الناس في أواخر شهر رمضان المبارك، عند إخراج زكاة الفطر من انتشار الباعة، وافتراشهم الأرض أمام المتاجر، وفي الشوارع، وبيعهم للزكاة، وحولهم نساء، وأطفال من الفقراء، وأغلبهم أقارب لهؤلاء الباعة، فالمسلم يقوم بشراء الزكاة منهم، ومن ثم يعطيها لهؤلاء النساء، والأطفال، وهم يقومون إما بإعطائها للباعة الذين هم بجوارهم إن كانوا أقارب لهم، أو بيعها لهم، وهكذا تدور الزكاة بين هؤلاء، ويحرم منها نفر كثير من الفقراء، والمحتاجين أغلبهم في بيوتهم، وقد لا يهتدي إليهم أحد، ومنهم أناس لا يظهرون حاجتهم للآخرين، ولأنني أمارس التجارة في الأرز بأنواعه، وحيث إنني أعرف أكثر من مائتي أسرة من المحتاجين، والمستحقين للزكاة، فهل يجوز لعملائي توكيلي في إخراج زكاة فطرهم التي اشتروها مني، وتوزيعها بمعرفتي على تلك الأسر الفقيرة، وغيرهم من المستحقين، آمل من فضيلتكم الإجابة عن ذلك؟
نشاهد أن الذين يبيعون زكاة الفطر في آخر رمضان يقسمونها على أولئك المتحلقين حولهم، والذين يدعون أنهم فقراء، وقد أحضر كل منهم كيسا، أو جرابا، فإذا امتلأ جرابه باعه على صاحب الفراش بنصف الثمن، أو نحوه، وهذا يدل على عدم حاجتهم إلى الطعام الذي يستغنون به عن الطواف، والسؤال في يوم العيد، فلا ينطبق عليهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: أغنوهم عن الطواف في هذا اليوم. حيث ظهر أنهم ليسوا بحاجة إلى الطعام، فنشير على من يخرج زكاة الفطر أن يدفعها إلى المستحقين، وهم الفقراء الذين لا يستطيعون ضربا في الأرض، ولا يسألون الناس إلحافا، فإذا كنت تعرف مثل هؤلاء الفقراء المتعففين، فإن عليك أن تطلب من عملائك الذين يشترون منك هذه الزكاة، ويكتبون لك وكالة في إخراج زكاتهم، على أن توزعها بمعرفتك على المستحقين، وبذلك تصل إلى مستحقيها، ولك أجر على اجتهادك، كما أن هناك الجمعيات الخيرية، والمبرات، يتقبلون هذه الصدقات، ويوزعونها في ليلة العيد على فقراء يعرفونهم، وبذلك تصل إلى مستحقيها. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

أخرى ...