تقديم
تقديم »
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه، وبعد:
فقد كنت كتبت أجوبة تتعلق بصلاة الاستخارة وكيفيتها، وما يتعلق بها من أحكام، وكان الذي جمعها واقترحها الشيخ الدكتور طارق بن محمد بن عبد الله الخويطر وقد نشرت في مجلة الحرس الوطني، ثم رغب الدكتور طارق في طبعها مفردة في كتيب متحد ليعم نفعها، وقد أذنت في ذلك، ووكلته ليتولى المراجعة والإشراف والتصحيح والنشر، وفيه الكفاية، فنأمل تسهيل أمره وعدم التعويق؛ نظرًا للمصلحة الظاهرة.
قال ذلك وكتبه عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (عضو الإفتاء المتقاعد)، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
» العودة للفهرس
حكم صلاة الاستخارة
حكم صلاة الاستخارة »
بسم الله الرحمن الرحيموسط> س1: ما حكم صلاة الاستخارة ؟
ج1: الأصل أنها مباحة إذا كان ذلك الأمر الذي يستخير فيه من الأمور العادية: كبيع وشراء وانتقال وسكنى. وتكون مستحبة إذا توقف في أمر من الأمور المهمة: كسفر لجهاد وحج وكصلة وصدقة في بعض المناسبات. وذلك لأنها بمنزلة الاستشارة عند التوقف في أمر من الأمور التي تعرض للإنسان ولا يدري هل يمضى فيها أو يتركها؛ لأنه لا يعلم عواقب الأمور، فقد يتوقف في النكاح من تلك المرأة، أو تزويج ذلك الرجل؛ حيث لا يعلم هل فيه مصلحة أو فيه مضرة، فكان من المناسب أن يسأل ربه عن ذلك الأمر: هل فيه خير أو فيه شر؟ حتى يفتح الله عليه، وهكذا يقال في الطلاق والقصاص والوظائف والشركات والمساهمات وما يلحق بها، فهي لا تخرج عن كونها مباحة أو مستحبة والله أعلم.
» العودة للفهرس
صفة صلاة الاستخارة
صفة صلاة الاستخارة »
» العودة للفهرس
صلاة الاستخارة في الحرمين
صلاة الاستخارة في الحرمين »
س3: هل لصلاة الاستخارة في الحرمين مزية بحيث يحرص المستخير على أن يصلي فيهما أو في أحدهما؟ ج3: الصلاة تضاعف بشرف المكان كما تضاعف بشرف الزمان، وقد ثبت أن الصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وأن الصلاة في المسجد الحرام
تعدل مائة ألف صلاة في بقية المساجد إلا المسجد النبوي والمسجد الأقصى
فيكون المسجد الحرام أفضل مساجد الدنيا، ثم يليه المسجد النبوي ثم يليه المسجد الأقصى
وإذا كانت الصلاة مضاعفة في هذه المساجد، فإنها تكون أقرب إلي إجابة الدعاء فيها، فإذا صلى فيها صلاة الاستخارة، ثم دعا بعدها بدعاء الاستخارة، رجا أن يكون أقرب للإجابة لشرف المكان، وهكذا إذا اختار زمانا فاضلا: كأيام الموسم في الحج وشهر رمضان ويوم الجمعة، وهكذا إذا كرر الدعاء وأظهر التواضع والتذلل، وشدة الحاجة وشدة الفاقة وصدق الرغبة، حيث يجتمع شرف المكان وشرف الزمان، والإلحاح في الدعاء، وإظهار الاستضعاف والتذلل، فمتى ظهر له بعد ذلك الخير أو المصلحة فيما اختاره الله له، فعليه أن يمضي فيما ينشرح له صدره ويترك ما سواه؛ ففيه الخير والمصلحة بإذن الله تعالى.
» العودة للفهرس
صلاة الاستخارة للحائض والنفساء
صلاة الاستخارة للحائض
والنفساء »
س4: إذا احتاجت الحائض والنفساء لصلاة الاستخارة فما العمل؟
ج4: حيث إن الحائض والنفساء تسقط عنها صلاة الفرض لما معها من الحدث الدائم، فإنا نرى أنها لا تشرع لها صلاة الاستخارة، كما لا تشرع لها صلاة الضحى ولا التهجد بالليل ولا بقية نوافل الصلاة، فإذا احتاجت إلى الاستخارة في أمر من الأمور المهمة، فإنها تستقبل القبلة وترفع يديها وتدعو بدعاء الاستخارة، وتردد ذلك وتلح في الدعاء، وتظهر صدق الرغبة وشدة الحاجة، وتكرر ذلك حتى ترى ما ينشرح له صدرها. ويجوز أن توكل من أقاربها من يستخير لها الاستخارة المشروعة بعد الصلاة المندوب إليها، وتنظر هي ما ينشرح له صدرها بعد استخارتها أو استخارة من توكله ليدعو لها.
» العودة للفهرس
دعاء الاستخارة في السجود أو قبل
السلام
دعاء الاستخارة في السجود أو قبل
السلام »
» العودة للفهرس
صلاة الاستخارة قبل الاستشارة أو
بعدها
صلاة الاستخارة قبل الاستشارة أو
بعدها »
س 6: هل تكون صلاة الاستخارة قبل الاستشارة أو بعدها ؟
ج 6: أرى أنه إذا شك في النتيجة، ولم يترجح عنده الفعل أو الترك، يبدأ بالاستخارة ثم يكررها مرتين أو ثلاثا، فإن توقف بعد ذلك ولم ينشرح قلبه لأحد الأمرين، انتقل إلى المشاورة، ويستشير أهل الرأي والعلم والمعرفة والتجربة، ممن رزق عقلا وفكرا ثاقبا وفهما للأمور، وما ندم من استشار.
» العودة للفهرس
صلاة الاستخارة جماعة
صلاة الاستخارة جماعة »
س7: إذا كان هناك أكثر من شخص يريدون الاستخارة، فهل يجوز لهم أن يصلوا جماعة؟
ج 7: أرى أن كل فرد منهم يصلي لنفسه وحده، ويستخير لنفسه مرتين أو ثلاثا، ولم أجد من تعرض لصلاة الاستخارة جماعة لكن قد يجوز ذلك إذا كان بعضهم لا يحفظ الدعاء، أو لا يفهم المراد منه، وقد يجوز إذا قيل: إن النافلة تصلى جماعة، وأنها أفضل من صلاة المنفرد. وهذا فيما إذا كان طلبهم موحدا، كما لو أراد كل منهم الغزو أو الحج، أو شراء عقار ونحوه، أو المساهمة في شركة، أو إنشاء مشروع يجتمعون فيه، فلهم أن يستخيروا في الفعل أو الترك.
» العودة للفهرس
قراءة الدعاء للاستخارة من كتاب
قراءة الدعاء للاستخارة من كتاب »
س8: هل يجوز قراءة الدعاء للاستخارة من كتاب ؟ ج 8: هذا الدعاء رواه البخاري في صحيحه، عن جابر -رضي الله عنه- وقد شرحه الحافظ ابن حجر في الفتح
وذكر الطريق الذي روي بها وما في سنده من الاختلاف، وحيث إنه دعاء مختصر، فإن الأصل حفظه واستظهاره؛ حتى يقرأه بعد أن يرفع يديه، فإن شق حفظه كما يحصل لبعض العامة ولغير العرب، جاز أن يقرأه من ورقة أو كتاب؛ ليحصل الدعاء به بلفظه، وإذا لم يفهم معناه باللغة العربية، جاز أن يترجم له بلغته التي يفهمها، وله أن يدعو به مترجما إذا سهل عليه حفظه بلغته وشق عليه حفظه بالعربية، بحيث لا يقرؤه إلا مكتوبا، أو لا يعرف الحروف العربية، فإن الله -تعالى- لا تشتبه عليه اللغات.
» العودة للفهرس
الاستخارة في أمور العبادات
الاستخارة في أمور العبادات »
س9: هل يستخار في أمور العبادات ؟ ج9: لا شك أن فعل العبادات خير محض، وأن فيها الأجر المرتب عليها، وسواء كانت فرائض: كالصلاة، والصوم، والصدقة المفروضة، والحج. أو نافلة: كالجهاد والاعتكاف أو نحو ذلك. ولكن الشك في زمن الفعل لبعضها: هل هو مناسب أو غير مناسب؟
وقد ذكر النووي في رسالة الإيضاح في مناسك الحج والعمرة
أنه يصلي صلاة الاستخارة ثم يدعو بالدعاء، ثم ذكر أن هذه الاستخارة إنما هي في هذا الوقت، فقد يكون السفر للحج في ذلك الوقت شرا، وفيه فتنة أو مرض أو حوادث قد كتبها الله، فلا يناسب السفر فيه، ولو كان للجهاد أو للحج، فأما إذا لم يكن فيه سفر ولا يخشى مفسدة: كالصلاة والصوم الفرض، فلا يشرع الاستخارة فيه؛ لتحقق الأجر مع صلاح النية، ولأنه فرض من الله، وقد علم الله أنه خير محض ومصلحته ظاهرة أو خفية، والله أعلم.
» العودة للفهرس
الاستخارة في كل الأمور الصغيرة
والكبيرة
الاستخارة في كل الأمور الصغيرة
والكبيرة »
س10: هل يستخار في كل الأمور الصغيرة والكبيرة ؟
ج10: لا أرى ذلك فيما هو خير محض، أو قد ظهرت مصلحته، أو له مناسبة، فلا يلزم في البيع ونحوه الاستخارة عند بيع كل سلعة صغيرة أو كبيرة، أو عند كل معاملة: كتأجير ورهن وصرف ونحوها، وإنما تشرع إذا شك في عاقبة ذلك الأمر، ولم يترجح عنده احتمال الفعل أو الترك، كشركة كبيرة ورهن ووكالة وضمان وعقد نكاح وطلاق وفسخ، ومعاملة لها أهمية ونحو ذلك، فله الاستخارة لعدم معرفته بنتيجة ذلك، فالله هو العالم بما فيه من خير أو شر.
» العودة للفهرس
صلاة الاستخارة في وقت
نهي
صلاة الاستخارة في وقت نهي »
س11: هل تصلى صلاة الاستخارة في وقت نهي ؟
ج11: الصحيح أنها لا تصلى في وقت النهي؛ وذلك لأنها عبادة مستقلة من جنس الصلاة التي هي من النوافل، فتدخل في عموم أحاديث النهي عن الصلاة بعد العصر وبعد الفجر، ولا تدخل في ذوات الأسباب؛ لأن وقتها واسع، ولا ضرر في تأخيرها ساعة أو ساعتين حتى يخرج وقت النهي.
» العودة للفهرس
الاستخارة لأكثر من أمر في صلاة
واحدة
الاستخارة لأكثر من أمر في صلاة
واحدة »
س12: هل يستخار لأكثر من أمر في صلاة واحدة؟
ج 12: يجوز ذلك، وتجعل الصلاة وسيلة للدعاء بعدها، فلا مانع من كون الاستخارة بعد الصلاة في حاجتين أو أكثر فيقول في الدعاء بعد المقدمة: اللهم إن كانت الحاجة الفلانية والحاجة الفلانية خيرا لي، ويقول: فيسرهما... إلخ.
» العودة للفهرس
قراءة سور معينة في
الاستخارة
قراءة سور معينة في
الاستخارة »
س13: هل يشرع قراءة سور معينة فيها؟
ج 13: لم يرد نص بتعيين سورة خاصة في هذه الصلاة، فيجوز أن يختار ما يناسبه، كسورة أو بعض سورة.
» العودة للفهرس
ترجح أحد الأمرين
ترجح أحد الأمرين »
س14: من ترجح عنده أحد الأمرين قليلا، هل تشرع له صلاة الاستخارة ؟
ج 14: إذا تردد في أمرين فعلا وتركا، فإنه يصلي الاستخارة، أما إذا ترجح عنده أحدهما ورأى نفسه تميل إلى ذلك الذي ترجح عنده، فأرى أنه يعزم على فعله سواء قبل الاستخارة أو بعدها، فإن كان الترجح غير قوي، فله أن يستخير مرة أو مرارا.
» العودة للفهرس
ضاق الوقت عن الصلاة ودعاء الاستخارة
ضاق الوقت عن الصلاة ودعاء
الاستخارة »
س15: إذا ضاق الوقت عن الصلاة ودعاء الاستخارة هل يكتفي بالدعاء؟ ج15: ينبغي أن يصلي في وقت واسع؛ حتى يتسع وقته لصلاة ركعتين والدعاء بعدهما، لكن قد يكون ذلك الأمر يفوت بسرعة فلا يستطيع أن يصلي ثم يدعو، وقد يكون راكبا أو ماشيا فلا يتمكن من الصلاة في تلك الحال ويخشى من الفوات، ففي هذه الحال له أن يدعو بالدعاء رافعا يديه إن قدر على ذلك، وإلا دعا على أية حال يقدر عليها، لعموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-
وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم متن_ح> .
» العودة للفهرس
تكرار صلاة الاستخارة
تكرار صلاة الاستخارة »
س16: إذا استخار الإنسان ولم يجد في نفسه ترجحا لأحد الأمرين فهل يكرر الصلاة أو الدعاء؟
ج 16: يجوز له أن يكرر الصلاة والدعاء بعدها، سواء صلاها في كل يوم أو في كل أسبوع أو في كل شهر، ثم إذا لم يجد تأثرا بعد الصلاة الثانية صلاها ثالثة ورابعة ونحو ذلك، وعليه بعد ذلك أن يستشير من يثق به في ذلك الأمر الذي توقف فيه، فلعل ذلك يفيده ويعمل برأي من أشار إليه من الناصحين له بأحد الأمرين.
» العودة للفهرس
طلب الإنسان من رجل صالح أن يستخير
له
طلب الإنسان من رجل صالح أن يستخير
له »
س17: هل يجوز أن يطلب الإنسان من رجل صالح أن يستخير له ؟
ج 17: الأصل أن كل إنسان يستخير لنفسه بالصلاة ثم الدعاء بعدها، ثم يستشير غيره، لكن إذا دام التوقف أو اختلف عليه أهل المشاورة، فله أن يطلب من غيره من أهل الصلاح والاستقامة أن يستخير له، فيصلي ثم يدعو ويقول: اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لفلان ...إلخ.
» العودة للفهرس
الأمر يهم المسلمين في بلد ما فمن
يستخير
الأمر يهم المسلمين في بلد ما فمن
يستخير »
س18: إذا كان الأمر يهم المسلمين في بلد ما فمن يستخير ؟
ج 18: في هذه الحال على أهل البلد أن يجتمعوا ويتشاوروا في ذلك الأمر فعلا أو تركا، وإذا لم يستقر أمرهم على شيء معين، فلهم أن يختاروا أحدهم يصلي صلاة الاستخارة ويدعو بعدها، ويجوز أن يأمروا أكثر من واحد.
» العودة للفهرس
الأمر يهم الصغير أو اليتيم
فمن يستخير
الأمر يهم الصغير أو اليتيم فمن
يستخير »
س19: إذا كان الأمر يهم الصغير أو اليتيم فمن يستخير؟
ج19: في هذه الحالة الاستخارة من ولي اليتيم والصغير والسفيه ؛ فإنه الذي يتولى تصريف أمره في بيع وشراء ونكاح وطلاق، فإذا كان هناك تردد في أمر من الأمور التي تتعلق بمال ذلك السفيه، أو بحق من حقوقه، فإن الأمر يعود إلى وليه في الاستخارة والمشاورة؛ لأنه لا يعرف غالبا مصلحة نفسه، فإن كان عنده شيء من الإدراك والفهم، فله أن يستخير هو ولو كان مُوَلًى عليه، ثم يخبر وليه بما ترجح عنده.
» العودة للفهرس
ركعتان بنية صلاة الاستخارة
وسنة الوضوء وتحية المسجد
ركعتان بنية صلاة الاستخارة وسنة الوضوء
وتحية المسجد »
س20: هل يجوز أن يصلي الإنسان ركعتين ناويا بهما صلاة الاستخارة وسنة الوضوء وتحية المسجد مثلا؟
ج20: يجوز ذلك، فمتى أراد أن يستخير لأمر من الأمور المهمة، وتوضأ لرفع الحدث، وذهب إلى المسجد في غير وقت نهي، وصلى فيه ركعتين كفته تلك الركعتان عن سنة الوضوء وتحية المسجد، مع أنه نوى بهما صلاة الاستخارة، وذلك لأن الوضوء يشرع لمن فعله أن يصلى به صلاة مكتوبة كالفجر، أو مسنونة كسنة الصبح وكصلاة الضحى، فإذا صلى ركعتين للاستخارة صدق عليه أنه صلى بذلك الوضوء، وكفاه عن سنة الوضوء وأما تحية المسجد فإن المشروع لمن دخله أن يصلي فيه قبل أن يجلس، سواء كانت صلاته فريضة أو نافلة، حيث يصدق عليه أنه لم يجلس إلا بعد صلاة مشروعة أو مأمور بها، ولا حاجة إلى أن ينوي بهاتين الركعتين أكثر من نية.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
» العودة للفهرس