تقديم
تقديم »
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أما بعد:
فهذه مجموعة أسئلة كنت قد كتبتها ثم عرضتها على صاحب الفضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين -حفظه الله- وذلك عام 1412هـ، وكانت النسخة الأصل لدي، حيث إنني قد عزمت على إخراج مجموع فتاوى للشيخ عبد الله بعد أن أخذت الموافقة منه شفهيا، ثم صدر المجموع من ترتيب أخي علي أبو لوز وبعد تلك الشهور العديدة رأيت أن أخرجها بجزء مستقل؛ خشية الإثم من كتم العلم وعدم إخراجه للناس، فكان هذا الكتاب الذي يحوي مجموعة من الفتاوى الخاصة بالتوحيد، أسأل الله -جل وعلا- أن ينفع بها.
ونسأل الله -جل وعلا- الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يجزي الشيخ خير الجزاء على جهوده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
حمد بن إبراهيم الحريقي
الرس ص ب: 553
وتحريرا في القويعية مساء الأحد
7\5\1416هـ
» العودة للفهرس
حكم التداوي بالقرآن
حكم التداوي بالقرآن »
س1: ما حكم التداوي بالقرآن ؟ الجواب: لا بأس بذلك، فإن الله -تعالى- أخبر بأن القرآن شفاء، وأن منه شفاء، فقال -تعالى-
يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وقال -تعالى-
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وقال -تعالى-
قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ويؤخذ من هذه الآيات أن الاستشفاء به يختص بالمؤمنين العاملين به، المصدقين بأنه كلام الله، وأن ذلك يستلزم اعتقادهم صحة التداوي به، واطمئنان قلوبهم إليه، ولا بد مع ذلك من صحة إيمان القارئ وعمله بالقرآن، ومعرفته بالآيات والسور التي يتداوى بها: كآيات السكينة، وآيات الشفاء، وآيات التخفيف، وآيات الأسماء والصفات للرب -عز وجل- وآيات التوحيد والاعتماد على الله -تعالى- ويكون ذلك بأن ينفث المريض على نفسه مع قراءتها، أو ينفث عليه القارئ ويقرؤها، أو يخص العضو المتألم فينفث عليه ويمسحه بيده، ويكرر ذلك مرارا، وهذا -بإذن الله وقدرته- يشفي من كل الأمراض: كالمس، والعين، والسحر. والأمراض المستعصية: كالسرطان، والقروح، والأعضاء المتآكلة. وذلك واقع ومجرب ولو استبعده الأطباء وعامة الناس، فإن التجربة أكبر برهان. والله أعلم.
» العودة للفهرس
معنى الورود: وإن منكم إلا واردها
معنى الورود: وإن منكم إلا واردها »
س2: ما معنى الورود في قوله -تعالى- وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا الآية؟ الجواب: ذكر ابن كثير في التفسير عدة أقوال وآثار عن السلف في تفسير الورود للنار:
منها: أن الورود الدخول، لقوله -تعالى-
فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ .
ومنها: أنه العبور على الصراط المنصوب على متن جهنم، وفي بعض الآثار أنهم يقال لهم: قد مررتم عليها وهي خامدة. وفي بعضها أنها تقول: جز يا مؤمن، فقد أطفأ نورك لهبي.
وقيل: إن الورود قيامهم حول النار، ثم يصدرون بأعمالهم، وكان كثير من السلف يشتد خوفهم فيقولون: أخبرنا الله أنا نردها، ولم يخبرنا أنا نصدر عنها.
وقد ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة مرفوعا:
لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم متن_ح> .
وقد ذكر ابن حجر في فتح الباري (3\124) خلافا في الورود المذكور، وصحح القول بأنه الدخول ثم الخروج، أو أنه الممر عليها، واستدل على ذلك، وضعف القول بأنه مختص بالكفار، أو أنه الدنو منها، أو الإشراف عليها، أو أنه ما يصيب المؤمن في الدنيا من الحمى، وذكر الحديث الذي رواه مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
لا يدخل أحد شهد الحديبية النار. قالت حفصـة: أليس الله يقول: وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ؟ فقال: أليس الله يقول:
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا ؟ متن_ح>
.
وبكل حال فإذا قيل: إنه الدخول، فإنها لا تضر المؤمن، بل يعبرها ولا يحس بحرارتها، ويبقى فيها من كتب له بعض العذاب، أو كتب أنه مخلد فيها. والله أعلم.
» العودة للفهرس
هل كل مسلم مؤمن؟
هل كل مسلم مؤمن؟ »
س3: هل كل مسلم مؤمن؟ نرجو الإيضاح. الجواب: لا شك أن من دخل في الدين وعمل بشرائعه يوصف ظاهرا بأنه مسلم، ويدخل في عموم المؤمنين، وقد أمر الله بالإسلام كما أمر بالإيمان في عدة مواضع، وفسر الإسلام بأنه الاستسلام والانقياد مع الخضوع، وذلك يستلزم فعل كل طاعة وعبادة، وترك كل معصية ظاهرة، كما فسر الإيمان بأنه عقد القلب على اليقين بكل الأمور الغيبية التي ورد ذكرها في الوحيين، وذلك التصديق الجازم يستلزم انقياد الجوارح بفعل الأوامر وترك الزواجر.
فلهذا ذهب أهل السنة إلى أن الأعمال البدنية داخلة في مسمى الإيمان، لكن اختار بعض العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية أن إطلاق لفظ الإسلام لا يعم الإيمان الكامل، واستدلوا بقوله -تعالى-
قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا ورجح آخرون ومنهم ابن رجب في شرح حديث جبريل المشهور، أنه إذا أفرد اسم الإيمان دخل فيه الإسلام ، وكذا العكس، فإذا قرن بينهما فسر الإسلام بالأعمال الظاهرة والإيمان بأعمال القلب، وذكر أحاديث فيها تفسير الإسلام بالإيمان والأعمال الباطنة، وتفسير الإيمان بأعمال الجوارح.
وبكل حال فالمشهور أنهما مراتب، فالإسلام أعمها يدخل فيه كل من اعتنق هذا الدين ولو لم يطبق تعاليمه، والإيمان وصف أعلى منه، يخص من زاد بالعمل وجزم بالقلب بكل الأمور الغيبية، واندفع إلى طلب الثواب بفعل الأسباب، واستعد للقاء ربه أتم استعداد. والله أعلم.
» العودة للفهرس
ما
هي حقيقة التوكل؟
ما هي حقيقة التوكل؟ »
» العودة للفهرس
حكم مرتكب الكبيرة
حكم مرتكب الكبيرة »
س5: ما حكم مرتكب الكبيرة عند أهل السنة والجماعة ؟ الجواب: هو عند أهل السنة فاسق أو ناقص الإيمان، وذلك لإقدامه على اقتراف الكبائر وإصراره عليها وتهاونه بخطرها، فلذلك نخاف عليه من العذاب، بل نخاف عليه من الكفر والردة؛ لأن المعاصي بريد الكفر، فهي تنشأ وتتمكن في القلب، فيضعف الإيمان، وتقوى الدوافع نحو المحرمات، من زنا ومسكر وغناء وكبرياء، واعتداء على المسلمين بقتل أو سلب أو نهب أو سرقة أو قذف ونحو ذلك.
فهذه الذنوب مع الاستمرار تضعف سير القلب والجوارح نحو الطاعات؛ فتثقل الصلوات والصدقات وسائر العبادات، ولا شك أن ذلك منذر بخروج عن الدين، ولعل ذلك هو السر في إطلاق الكفر في الأحاديث على بعض الكبائر، أو نفي الإيمان عن أهلها، كقوله -صلى الله عليه وسلم-
سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر متن_ح> وقوله:
لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن متن_ح> إلخ.
فنحن نقول: إنه ناقص الإيمان، أو مؤمن بتصديقه بالله واليوم الآخر والكتب والرسل، لكنه فاسق باقتراف الذنوب وتهاونه بها، وقد تشدد الخوارج فكفَّروا بالذنوب، وأخرجه المعتزلة من الإيمان ولم يدخلوه في الكفر، لكنه عندهم مخلد في النار، وأما المرجئة فجعلوه كامل الإيمان، وقالوا: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر عمل. وتوسط أهل السنة فجعلوه فاسقا، وقالوا: هو في الآخرة تحت المشيئة، فإن أدخل النار بسبب كبيرته، فلا بد أن يخرج منها بعد التمحيص بشفاعة الشافعين، أو برحمة أرحم الراحمين.
» العودة للفهرس
حكم السجود على المقابر والذبح لها
حكم السجود على المقابر والذبح لها »
س6: ما حكم السجود على المقابر والذبح لها ؟ الجواب: لا يجوز ذلك، بل هو شرك أكبر وعبادة لساكن القبر، وتعظيم لتلك البقعة، فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله -تعالى- ولا فرق بين قبور الأنبياء وغيرهم، وقد ثبت في الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مرض موته:
لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صنعوا متن_ح> وقال أيضا في آخر حياته:
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك متن_ح> رواه مسلم حديث> ولا شك أن تحري الصلاة عند القبور، أو السجود عليها من اتخاذها مساجد، فإن كل موضع يصلى فيه يسمى مسجدا، ولو لم يكن هناك بناء مرتفع.
وسبب النهي أن الذي يقصد السجود عند القبر، يعتقد أن صاحبه ينفعه، إما بقبول عمله أو برفعه أو بالشفاعة له، فقد اعتقد في هذا المخلوق ورفعه فوق منزلته.
ولا شك أن العامة إذا رأوا شخصا يقتدى به يقصد القبور، يدعو عندها أو يصلي، أو يعتكف حولها أو يدعو أهلها - انخدع به العامة واقتدوا به، واعتقدوا أن لهذا القبر سرا مكتوما، فلازموه وتحروا الصلاة عنده، وذلك يئول بهم إلى عبادة صاحب القبر ودعائه مع الله، وهو الشرك الأكبر، فقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الشرك وعن وسائله التي توقع فيه. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم الذبح للأولياء ودعائهم
حكم الذبح للأولياء ودعائهم »
س7: ما حكم الذبح للأولياء ودعائهم كالبدوي وغيره؟ الجواب: لا يجوز الذبح لغير الله، ولا دعاء غير الله من نبي أو ولي أو شهيد أو سيد أو غيرهم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-
لعن الله من ذبح لغير الله متن_ح> فيعم الذبح للقبر أو لقبة أو شجر أو حجر أو عين أو بقعة يتبرك بها.
وذلك أن الذين يذبحون لهذه الأشياء يقصدون تعظيمها واحترامها وتقديسها، وهذا النوع من التعظيم لا يصلح إلا لله، فيحرم هذا الفعل، وتحرم تلك الذبائح التي أهلت لغير الله تعالى.
ولا يبيحها أن يسمى الله عليها؛ لكونها تعظيما لمخلوق، فيحرم أكلها كما يحرم ما ذبح للأصنام والأحجار ولو ذكر عليه اسم الله، وكذا ما ذبح على اسم المسيح أو الولي فلان، ولو كان أضحية أو هديا، فأفضل الذبائح ما تقرب به إلى الله -تعالى- كصدقة أو هدي، ثم ما ذبح للحم وذكر اسم الله عليه، فأما ما ذبح تعظيما لمخلوق، أو ذكر عليه اسم مخلوق، فإنه حرام فعله وأكله.
فأما دعاء البدوي المصري وغيره: كـ عبد القادر الجيلاني وابن علوان والحسين ونحوهم، ونداؤهم والاستغاثة بهم عند الكروب والشدائد، فهو شرك أكبر، فإنهم مخلوقون مربوبون، لا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا، ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، فكيف يملكون ذلك لمن دعاهم؟! وقد قال -تعالى-
وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا فيدخل في ذلك الأولياء والأنبياء والملائكة والجن والأموات، ونحوهم ممن قد انقطع عملهم، فهم لا ينفعون أنفسهم، فكيف ينفعون من دعاهم؟! وإنما علينا أن ندعو لهم، ونسلم على الصالحين منهم في صلاتنا، ونقتدي بسيرتهم التي بها أصبحوا من الصالحين.
» العودة للفهرس
حكم تعليق التمائم
حكم تعليق التمائم »
س8: ما حكم تعليق التمائم علما أنها من الآيات القرآنية؟ الجواب: روي عن بعض السلف: كـابن عمرو بن العاص وعائشة وغيرهما جواز تعليق التمائم، إذا كانت من القرآن أو أسماء الله الحسنى، وحملوا النهي في الأحاديث على التمائم الشركية، وذهب آخرون: كـابن عباس وابن مسعود وحذيفة وابن عكيم إلى منع ذلك، وهي الرواية المشهورة عن أحمد وهذا هو القول الراجح لعموم الأحاديث: كقوله -صلى الله عليه وسلم-
من تعلق تميمة فلا أتم الله له متن_ح> وقوله:
من تعلق تميمة فقد أشرك متن_ح> وقوله:
من تعلق شيئا وكل إليه متن_ح> .
وعن سعيد بن جبير قال: من قطع تميمة من إنسان كان كعدل رقبة.
وعن إبراهيم النخعي قال: كانوا يكرهون التمائم كلها من القرآن وغير القرآن. يعني: أصحاب ابن مسعود كـعلقمة والأسود ومسروق وعبيدة السلماني وغيرهم، والكراهة هنا للتحريم.
وأيضا فالمنع منها سدا للذريعة، حتى لا يتوسع الناس بتعليق ما ليس من القرآن.
وأيضا فإن القلب قد يتعلق بها، وهي تحتوي على ورق وخرقة، أو جلد وخيط ونحو ذلك، ومن تعلق بمخلوق وكل إليه.
وأيضا فإن من علقها على طفل ونحوه فلا بد أن يمتهنها، فيدخل بها المراحيض والحمامات والأماكن المستقذرة، مما فيه إهانة لكلام الله تعالى.
وهذا بخلاف الرقية بكلام الله -تعالى- أو بأسمائه الحسنى، أو بالأدعية والأوراد المأثورة، فإنه جائز لقوله -صلى الله عليه وسلم-
لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا متن_ح> والرقية: هي القراءة مع النفث بقليل من الريق، مع اختيار الآيات التي يقرؤها، ومناسبة القارئ والموضع. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم الذهاب للعرافين
حكم الذهاب للعرافين »
س9: ما حكم الذهاب إلى العرافين والمشعوذين ؟ الجواب: لا يجوز ذلك للنهي الصريح عنه، بل وللوعيد الشديد في ذلك، ففي صحيح مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوما متن_ح> فإذا كانت هذه حال السائل، فكيف بالعراف نفسه؟!
وروى أحمد وغيره عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم متن_ح> .
وغير ذلك من الأحاديث المشهورة، وذلك أن العراف يدعي علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، ولا بد أنه يتقرب إلى الشياطين ومردة الجن، ويدعوهم من دون الله؛ حتى يخدموه فيدلونه على المسروق ومكان الضالة وموضع السحر ونحوه، وهذا التقرب يكون بالذبح لها أو السجود لها، أو فعل معصية، وأكل نجاسة مما تحبه الشياطين، ونحو ذلك مما هو كفر أو ذريعة إلى الشرك.
وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن أكثر كلامهم كذب، وإنما توحي إليهم الشياطين ما تسترقه من السماء، فيكذبون مع الكلمة مائة كذبة.
وأما الشعوذة فهي عمل السحرة وما يموهون به على العامة، ويظهرون لهم صورا لا حقيقة لها، ومنها قصة الساحر الذي قطع رأس رجل ثم أعاده، فقتله جندب -رضي الله عنه- لحديث:
حد الساحر ضربه بالسيف متن_ح> فلا يغتر بدجلهم وتمويههم ومخرقتهم الظاهرة، ولا يجوز إقرارهم ولا تصديقهم، بل حدهم القتل بكل حال عند جمهور العلماء من غير استتابة، فمن ذهب إليهم أو صدقهم، فقد أقرهم على كفرهم، فيلحقه الوعيد الشديد. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم الصلاة في المساجد التي فيها
قبور
حكم الصلاة في المساجد التي فيها
قبور »
س10: ما حكم الصلاة في المساجد التي فيها قبور ؟ الجواب: لا تصح الصلاة فيها، بل تلزم إعادتها؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-
الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام متن_ح> رواه أحمد وأهل السنن وصححه الحاكم وغيره حديث> وروى ابن أبي شيبة وعبد الرزاق في مصنفيهما، عن أنس قال: رآني عمر وأنا إلى قبر، فجعل يقول: يا أنس القبر. وفي لفظ: القبر أمامك، فنهاني. وروى ابن حبان والبزار عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى أن يصلى بين القبور .
وقد تمسك أكثر الفقهاء بلفظ الجمع، فرخصوا في الصلاة عند القبر أو القبرين. وعلل بعضهم النهي عن الصلاة فيها بأنها مظنة النجاسة؛ لاختلاطها بصديد الموتى وروائحهم، وتعقب ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في اقتضاء الصراط المستقيم (332)، والاختيارات (44)، ومجموع الفتاوى (4\521)، (11\290)، (17\502)، وذكر أن المقصود الأكبر بالنهي عن الصلاة عند القبور هو مخافة اتخاذها أوثانا، وهي العلة التي أوقعت كثيرا من الأمم في الشرك الأكبر أو فيما دونه.
وقد استدل على ذلك بالأحاديث التي فيها النهي عن اتخاذ القبور مساجد، كقوله -صلى الله عليه وسلم-
ألا فلا تتخذوا القبور مساجد؛ فإني أنهاكم عن ذلك متن_ح> رواه مسلم عن جندب رضي الله عنه. ولو كانت العلة هي مظنة النجاسة، لما نهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد كما في الصحيح عن عائشة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال في مرض موته:
لعن الله اليهود والنصارى؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد متن_ح> وفي صحيح مسلم في حديث جندب
ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد... متن_ح> إلخ. ومعلوم أن أجساد الأنبياء لا تبلى كما ثبت في الحديث، فلا تنجس بها الأرض، فعلم أن النهي مخافة الغلو فيها، واتخاذها أوثانا تعبد من دون الله. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم قصد زيارة قبر النبي صلى الله
عليه وسلم
حكم قصد زيارة قبر النبي صلى
الله عليه وسلم »
س11: بعض الناس يذهب إلى المدينة لقصد زيارة القبر النبوي، فما حكم هذا العمل؟ الجواب: لا يجوز هذا القصد، وإنما يجوز السفر إلى المدينة لقصد الصلاة في المسجد النبوي فهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، والصلاة فيه بألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام .
وقد ورد النهي عن شد الرحال لغير المساجد الثلاثة: المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى فيدخل في النهي سائر البقاع والقبور، فلا تقصد للصلاة فيها أو التبرك بها أو التعبد فيها.
وأما الأمر بزيارة القبور، فإن الحكمة فيه تذكر الآخرة، وهو يحصل بقبور أي بلد، فإنها لا تخلو قرية غالبا من وجود مقابر بفنائها، فزيارة تلك القبور تذكر بالآخرة، وينتفع الأموات بالدعاء لهم.
فأما القبر النبوي فقد ورد النهي عن اتخاذه عيدا، أي: تكرار زيارته كما يتكرر العيد، فقال -صلى الله عليه وسلم-
لا تتخذوا قبري عيدا، وصلوا علي حيث كنتم، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم متن_ح> وقال -صلى الله عليه وسلم-
ما من مسلم يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام متن_ح> فيعم ذلك المسلم من قريب أو بعيد.
وأما الأحاديث التي في فضل زيارة قبره -عليه الصلاة والسلام- فكلها ضعيفة أو موضوعة، مثل قوله: من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي، وقوله: من زار قبري، أو قال: من زارني كنت له شفيعا أو شهيدا، وقوله: من زار قبري وجبت له شفاعتي، وقوله: من حج ولم يزرني فقد جفاني. وكلها باطلة لا أصل لها، وقد بين العلماء بطلانها، كما في الرد على الأخنائي لشيخ الإسلام ابن تيمية والرد على السبكي لابن عبد الهادي والرد على النبهاني للألوسي ولا يغتر بمن يروج هذه الأحاديث ويترجمها.
ولا يفهم أن منع زيارته حط من قدره، فإن محبته -عليه السلام- ثابتة في قلوب أتباعه، ولا ينقصها بُعدهم عن قبره. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم
وضع علامة على القبر
حكم وضع علامة على القبر »
س12: ما حكم وضع علامة على القبر: كحديدة وخشبة لكي يعرف بها ؟ الجواب: لا بأس بذلك، فقد روى أبو داود برقم (3206) عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: لما مات عثمان بن مظعون فدفن، أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا أن يأتيه بحجر فوضعها عند رأسه، وقال:
أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي متن_ح> سكت عنه أبو داود ؛ فهو عنده صالح.
وهذه العلامة لأجل معرفة الميت عند الزيارة ليدعو له، وليدفن إليه أقاربه لتسهل زيارتهم، ويجوز أن تكون من حجارة أو لبن أو خشبة أو نحوها، توضع عند رأس القبر، أو على أحد جانبيه، وقد ورد النهي عن البناء على القبور، ففي صحيح مسلم عن جابر قال:
نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يقعد على القبر، وأن يجصص، وأن يبنى عليه متن_ح> .
وفي رواية:
وأن يزاد عليه، وأن يكتب عليه متن_ح> .
والنهي عن هذه الأمور ظاهره التحريم، والحكمة فيه أن ذلك مما يسبب الافتتان به متى رآه العامة قد رفع عن غيره، أو طلي بالقصة، أو كتب عليه ما فيه مدح له أو إطراء له، لم يؤمن أن يقصده العوام، وأن يقيموا حوله أو يعتقدوا فيه الولاية والفضل، مما يدعو إلى تعظيمه ودعائه، أو التبرك بتربته أو العكوف حوله، ونحو ذلك مما هو واقع في كثير من البلاد التي غمرها الجهل وفشا فيها الشرك وعبادة الأموات، ودعاؤهم والذبح لهم وصرف القرابين لهم بسبب إطرائهم، أو رفع قبورهم، أو تسويل الشيطان أن هذا القبر فيه ولي أو شهيد، مما يسبب انخداعهم بذلك. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم تصدق الأخ عن أخيه الميت
حكم تصدق الأخ عن أخيه
الميت »
» العودة للفهرس
حكم تخصيص الأيام لزيارة المقابر
حكم تخصيص الأيام لزيارة
المقابر »
س14: بعض الناس يخصصون أياما لزيارة المقابر: كالجمعة والعيدين، فما حكم ذلك؟ الجواب: وردت الأحاديث الصحيحة في إباحة زيارة القبور من غير تقييد بيوم وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى عنها أول الإسلام مخافة الغلو في الأموات، أو مخافة النعي والنياحة، فلما اطمأن إلى معرفتهم بالحكم، رخص لهم في الزيارة، وعلل ذلك أنها تذكر بالآخرة وتزهد في الدنيا، وأن فيها أجرا للأموات بالدعاء لهم والترحم عليهم، كما نهاهم عند زيارتها أن يقولوا هجرا أو فحشا، وانظر الأحاديث في الرخصة في زيارة القبور في جامع الأصول (11\152) عن بريدة وأبي هريرة وأم عطية وذكرها أيضا (3\364)، (5\158) عن أبي سعيد وبريدة .
وروى ابن ماجه برقم (1571) عن ابن مسعود أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها؛ فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة متن_ح> وإسناده حسن.
وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد (3\57) عدة أحاديث عن أبي سعيد وأم سلمة وعائشة وزيد بن الخطاب وعلي وزيد بن ثابت وغيرهم، في الإذن في زيارة القبور، ثم ذكر حديثا عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من زار قبر أبويه أو أحدهما كل جمعة، غفر له وكتب برًا رواه الطبراني في الأوسط والصغير، وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف.
وعن علي -رضي الله عنه- قال: الخروج إلى الجبان في العيدين من السنة. رواه الطبراني في الأوسط، وفيه الحارث الأعور وهو ضعيف.
وقد ذكر ابن رجب في أهوال القبور آثارا عن بعض السلف، في أن الموتى يعرفون من زارهم يوم الجمعة أو يوم السبت، وفيها اختلاف، ولم تستند إلا إلى رؤيا منامية أو اجتهاد أو نظر. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم الحلف بالنبي والأمانة
حكم الحلف بالنبي والأمانة »
س15: ما حكم الحلف بالنبي والأمانة ؟ الجواب: لا يجوز الحلف بمخلوق، فقد ثبت في الصحيح عن ابن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت متن_ح> وفي المسند والسنن عنه أيضا قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
من حلف بغير الله فقد كفر، أو أشرك متن_ح> حسنه الترمذي وصححه الحاكم وفي لفظ له: كل يمين يحلف بها دون الله شرك .
وذلك أن الحالف يعتقد أن المحلوف به له منزلة ورفعة، فيعظمه بهذا الحلف ويرفع مكانته فوق الخلق، ولا شك أن التعظيم لا يصلح إلا لله -تعالى- فمن أسمائه العظيم، الذي يجب على عباده تعظيمه ووصفه بالعظمة والعزة، ومن آثار ذلك أن يخضعوا له، ويتواضعوا بين يديه، وتصغر عندهم الدنيا ومن عليها، ولا يبقى في قلوبهم موضع لاحترام أو تعظيم أو تقديس لغير الخالق سبحانه.
وقد تدخل الشيطان إلى قلوب ضعفاء الإيمان، وزين لهم تعظيم الأولياء ومكانتهم في نفوسهم، بحيث إن أحدهم يحلف بالله الأيمان الغليظة وهو كاذب، ولا يحلف بالولي إلا وهو صادق؛ مخافة أن ينتقم منه ذلك الولي، وهذا هو عين الشرك والكفر، نعوذ بالله من الشرك والشك والنفاق وسوء الأخلاق.
وأما الحلف بالأمانة، فقد روى أبو داود عن بريدة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
من حلف بالأمانة فليس منا متن_ح> وسكت عنه أبو داود والمنذري في تهذيبه، فهو صالح عنده، وذلك لأن الأمانة من شرع الله وحكمه، فالحلف بها حلف بغير الله، وذهب بعضهم إلى وجوب الكفارة إذا قال: وأمانة الله، والصحيح عدم الوجوب. والله أعلم.
» العودة للفهرس
التوفيق بين الطب وقوله: ويعلم ما في
الأرحام
التوفيق بين الطب وقوله: ويعلم ما في
الأرحام »
» العودة للفهرس
حكم الاحتفال بالمولد النبوي
حكم الاحتفال بالمولد النبوي »
س17: ما حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ؟ الجواب: هو بدعة منكرة أحدثها بنو بويه في القرن الرابع، وفشت بعدهم، وانتشر هذا الاحتفال في أغلب البلاد الإسلامية، حتى أصبح مألوفا أقره علماء تلك البلاد، واحتج العوام بسكوت العلماء لهم أو مشاركتهم فيه، ولكن أولئك العلماء لم يكونوا من أهل التحقيق والسنة، وإنما هم من أهل المناصب والرئاسة المقربين عند الولاة، الذين يخشون على دنياهم وحظوظهم الدنيوية، وقد كثر الرد عليهم وتبديعهم من أهل العلم والفضل، وذلك أنه لم يحدث في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يفعله هو ولا أشار إليه، ولا فعله خلفاؤه الراشدون، ولا أهل القرون الثلاثة المفضلة، ولو كان خيرا لسبقونا إليه، فهم أشد محبة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن بعدهم، وهم أحق باتباعه وطاعته والعمل بسنته.
وهؤلاء المبتدعون لعيد الميلاد لا شك أنهم قد أضافوا إلى الدين ما ليس منه، ففي عملهم هذا اعتراض على الشرع، وادعاء أنه ناقص، وأنهم كملوه بهذا العمل، فهو مردود عليهم لقوله -صلى الله عليه وسلم-
من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد متن_ح> .
ولا عبرة بقول المبتدعة: إنه بدعة حسنة، وإنه دليل فرحنا بمولده ومحبتنا له، ونحو ذلك، فإن الفرح به يجب أن يكون مستمرا، لا في ليلة واحدة من كل عام، مع أن تلك الليلة هي التي مات فيها أيضا، فهي ليلة حزن على فراقه، وإنما الذي يفرح به مثلا ليلة أسري به، أو ليلة أوحي إليه، أو ليلة أنجاه الله من مكرهم، أو ليلة نصره في غزوة بدر أو في حنين، أو ليلة فتح مكة، أو حجة الوداع، ونحو ذلك، ولما لم ينقل ذلك دل على أن الفرح به ومحبته وطاعته تكون دائمة طوال الحياة. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم قول من قلع ضرسه للشمس: خذي سن حمار
و...
حكم قول من قلع ضرسه للشمس: خذي سن حمار
و... »
س18: هناك من إذا قلع سنه قال للشمس: خذي سن حمار وهبي لي سن غزال. فما حكمه؟ الجواب: لا أصل لهذا القول ولا يفيد شيئا، وقد يدخل في الشرك، وهو دعاء الشمس التي هي مخلوقة مسخرة لا تملك لمن دعاها ولا لغيره نفعا ولا ضرا، فيكون دعاء وعبادة لها، ولقد حكى الله عن بعض المشركين السجود للشمس، قال -تعالى-
وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وقال -تعالى-
لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ .
ولا شك أن دعاء الشمس ونداءها عبادة وخضوع وتعلق بها وتعظيم لها، فهو كالسجود لها، ثم أيضا لا فائدة في هذا النداء لها، فهي لا تسمعه ولا تجيبه ولا تعطيه طلبته، فالأسنان أنبتها الله في الإنسان وكذا في أغلب الحيوان لحكمة مضغ الطعام ونهشه، وهو الذي يملك النفع والضر والعطاء والمنع، فالمسلم يطلب منه وحده ولا يلتفت إلى سواه.
وأيضا فلا فرق في النظر بين أسنان الدواب، فإن الحمر وحشية أو أهلية لها أسنان تناسبها، وتبقى معها طوال حياتها أو غالبها، وكذا يقال في أسنان الظباء والتي الأنثى منها غزال، وكذا بهيمة الأنعام كالإبل والغنم ونحوها، خلق الله لها أسنانا تتلاءم مع حاجتها، ولا تفنى إلا بالاستعمال، ولكن يخيل إلى بعض الناس أن الحمار مخلوق كريه في النفوس، وأن أسنانه قبيحة ينفر منها الطبع، ولا حقيقة لذلك، كما أن أسنان الغزال لا تناسب الإنسان، وإنما خلقت لها، ولو خيل إلى البعض أنها كلمة مألوفة محبوبة في النفس، فالعبد يتوجه إلى ربه ولا يلتفت إلى مخلوق سواه. والله أعلم.
» العودة للفهرس
معنى قوله -صلى الله عليه
وسلم- وإياكم ومحدثات الأمور
معنى قوله -صلى الله عليه وسلم- وإياكم
ومحدثات الأمور »
س19: ما معنى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإياكم ومحدثات الأمور متن_ح> ؟ الجواب: يريد بالمحدثات: البدع التي تضاف إلى الشريعة وليست منها، وذلك أن الله -تعالى- قد أكمل الدين ببعثة النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- قال الله -تعالى-
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي فبكماله لا يحتاج إلى إضافة أو زيادة، ولذلك في تمام هذا الحديث قال:
فإن كل بدعة ضلالة متن_ح> فكل محدثة في هذا الدين فهي بدعة لا أصل لها، ولا يجوز التعبد بها، إلا إذا كان لها أصل من الشرع، فإنها لا تكون بدعة في الدين، ولو صدق فيها على تلك الصفة أنها بدعة في اللغة، كقول عمر -رضي الله عنه- في جمعهم على التراويح: نعمت البدعة هذه. أي: في اللغة. وإلا فقد ثبت أصلها بفعلها في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- مرارا، وإنما منع من الاستمرار مخافة أن تفرض عليهم.
ومثل أذان الجمعة الأول، فإن الأذان للصلاة مشروع أصلا عند الوقت لكل صلاة، فهذا الأذان داخل في قوله -تعالى-
وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ ولا يدخل في ذلك جمع القرآن في المصحف، فإن كتابته معهودة زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما تكامل الوحي لم يكن بد من جمعه ليتحقق قوله -تعالى-
فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ .
فأما البدع الأخرى فكلها حرام، سواء كانت في الاعتقاد: كبدعة الخوارج والمعتزلة والقدرية والمرجئة والرافضة ونحوهم، أو في الأعمال والأقوال: كبدعة المولد، وإحياء ليلة الإسراء، وليلة النصف من شعبان، وصلاة الرغائب، ونحو ذلك.
وقد تكلم العلماء على أحكامها كـكتاب الباعث على إنكار البدع والحوادث، وكتاب البدع والنهي عنها، وأوسع ما كتب في ذلك كتاب الاعتصام للشاطبي فعلى المسلم أن يتمسك بالسنة ولو أنكر عليه الجماهير، وأن يهجر البدع ولو كثر أهلها. والله أعلم.
» العودة للفهرس
تخصيص علي بقولهم: كرم الله وجهه
تخصيص علي بقولهم: كرم الله وجهه »
» العودة للفهرس
ما هي العلمانية؟
ما هي العلمانية؟ »
» العودة للفهرس
حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه
وسلم
حكم زيارة النساء لقبر النبي صلى الله عليه
وسلم »
» العودة للفهرس
هل
بين الرسل مفاضلة؟
هل بين الرسل مفاضلة؟ »
» العودة للفهرس
حكم الاستثناء في الإيمان
حكم الاستثناء في الإيمان »
» العودة للفهرس
هل النار في السماء أم في الأرض
هل النار في السماء أم في الأرض »
» العودة للفهرس
حكم إكرام الرجل الكافر
حكم إكرام الرجل الكافر »
س26: ما حكم إكرام الرجل الكافر ؟ الجواب: ورد النهي عن ذلك؛ لأنه من التولي المذكور في قوله -تعالى-
وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ وقد روى أحمد عن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قلت لعمر إن لي كاتبا نصرانيا. فقال: مالك قاتلك الله؟! أما سمعت قول الله -تعالى-
لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ ؟! قلت: لي كتابته وله دينه. قال: لا أكرمهم إذ أهانهم الله، ولا أعزهم إذ أذلهم الله، ولا أدنيهم إذ أقصاهم الله. رواه البيهقي وعنده: فانتهرني وضرب فخذي وقال: أما وجدت في أهل الإسلام من يكتب؟ لا تأمنهم إذ أخانهم الله... إلخ. ولأحمد عن عمر لا تستعملوا اليهود والنصارى؛ فإنهم يستحلون الرشا.
وقال شيخ الإسلام في الاقتضاء: الولاية إعزاز وأمانة، وهم يستحقون للذل والخيانة، والله يغني عنهم المسلمين، فلا يجوز استعمالهم لما فيه من إعلائهم على المسلمين، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-
لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق، فاضطروهم إلى أضيقه متن_ح> وقال: الإسلام يعلو ولا يعلى عليه .
وكتب خالد بن الوليد إلى عمر أن بـالشام كاتبا نصرانيا لا يقوم خراج الشام إلا به، فكتب إليه عمر مات النصراني، والسلام. أي: قدر موته.
وذكر ابن القاسم عن مالك قال: لا يستكتب النصراني؛ لأن الكاتب يستشار، فلا يستشار النصراني في أمر المسلمين.
وذكر ابن عبد البر أن بعض الفقهاء دخل على المأمون وعنده كاتب يهودي مقرب لديه، فأنشده قوله:
إن الذي شرفت من أجله | يـزعم هـذا أنـه كاذب |
فخجل المأمون وأمر بإخراج اليهودي مسحوبا على وجهه، وأنفذ عهدا أن لا يستعان بأحد من أهل الذمة في شيء من أعماله.
وقد نص الفقهاء على أنه لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، وأنهم يمتهنون عند أخذ الجزية، ويطال وقوفهم وتجر أيديهم.
والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم استخدام الكفار في بناء المساجد
حكم استخدام الكفار في بناء
المساجد »
س27: ما حكم استخدام الكفار في بناء المساجد ؟ الجواب: لا يجوز تمكين الكفار من دخول المساجد، وقد ذكر شيخ الإسلام في الاقتضاء: أن أبا موسى قدم على عمر بحساب العراق فقال: ادع كاتبك يقرؤه. فقال: إنه لا يدخل المسجد لأنه نصراني. فضربه عمر بالدرة فلو أصابته لأوجعته، وقال: لا تعزوهم إذ أذلهم الله، ولا تصدقوهم إذ كذبهم الله، ولا تأمنوهم إذ خونهم الله ... إلخ.
وقد ذكر الله أن المشركين نجس، ومنعهم أن يقربوا المسجد الحرام فأخذ العلماء من ذلك إبعادهم عن الحرم كله؛ للنهي عن قربهم من المسجد، ولا شك أن نجاستهم معنوية، وهي خبث عقائدهم وما يضمرونه من الحقد والبغضاء للمسلمين، واعتقادهم أن الإسلام دين باطل، وأن نبي المسلمين كاذب، ولأن الإسلام هو الذي أهانهم وأضعف دينهم النصراني واليهودي، فلا جرم حرصوا على الكيد للمسلمين والمكر بهم، والاحتيال لما يخرجهم عن دينهم، وعلى هذا لا يجوز دخولهم المساجد؛ لأنهم ليسوا من أهلها، قال الله -تعالى-
مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ لكن العمارة هنا هي العبادة والطاعة.
ثم إن الكفار في هذه الأزمنة تمكنوا في بلاد الإسلام وعمت بهم البلوى، وتولوا الكثير من الشركات والمؤسسات، ووكل إليهم تمكين العمارات والقيام بالمشاريع العامة والخاصة، فصار من جملة أعمالهم عمارة المساجد أحيانا، أو بعض الأعمال الخاصة بها: كالتخطيط، والهندسة، والكهرباء، والصيانة، والإشراف على شيء من ذلك.
ولا شك أن هذا تساهل كبير وتمكين للكفار من مثل هذه الأعمال التي تختص بالمسلمين، ومعلوم أن هناك من المسلمين من يحسن مثل هذه الأعمال، ويقوم بها أحسن قيام، لكن أصحاب المؤسسات يخيل إليهم أن المسلمين ضعفاء، وأن معرفتهم ناقصة، وأنهم لا يتقنون هذه الأعمال، وهذا خطأ كبير، فالمسلم أولى بالمنفعة، وهو أعرف وأقرب إلى الإخلاص وأهل الثقة والأمانة. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم السفر بالمصحف لبلاد الكفر
حكم السفر بالمصحف لبلاد الكفر »
س28: ما حكم السفر بالمصحف إلى بلاد الكفر ؟ الجواب: ذكر الفقهاء أن ذلك يحرم، وورد فيه حديث صحيح رواه مسلم (6\30) وأحمد (2\6، 10، 55، 76) وأبو داود وغيرهم، عن ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
لا تسافروا بالقرآن؛ فإني أخاف أن يناله العدو متن_ح> وفي لفظ لأحمد
نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو؛ مخافة أن يناله العدو متن_ح> وكذا رواه البخاري في الجهاد من صحيحه ولم يذكر التعليل، وقد منع الجمهور السفر بالمصحف إلى أرض العدو، وأباحه بعضهم إذا كان الجيش كثيرا يغلب على الظن ظفرهم وانتصارهم.
وقد علل المنع منه بأن العدو إذا استولى عليه، فقد يستهين به ويمتهنه، وقيل: مخافة أن يحرفوه ويغيروه عن وضعه. وقد استدل بذلك على عدم تمكين الكافر من نسخه؛ لأنه نجس معنويا، وعلى منع تعليمه القرآن إلا شيئا يسيرا إن رجي إسلامه، أو لقيام الحجة عليه، ويدخل في ذلك منع تعليم أولاد النصارى القرآن، ومنعهم مس المصحف ولو درسوا في مدارس المسلمين، وقد أجاز بعض المتأخرين السفر بالقرآن إلى أرض الكفار في هذه الأزمنة.
قال الشيخ محمد رشيد في تعليقه على الآداب الشرعية (2\299): تدل قرائن الأحوال على أن وقوع المصحف في أيدي الأعداء كان مظنة فتنة في العصر الأول لقلة المصاحف، فيخشى أن يغيروا فيه ويحرفوا ليطعنوا فيه، ويشككوا من شاءوا فيما في أيدي المسلمين، ثم كثرت المصاحف وعمت الآفاق، ويوجد منها ألوف في جميع بلاد الكفار، ولكن أمنت الفتنة، وأتم الله وعده بحفظ كتابه. اهـ.
وعلى هذا لا مانع من السفر به إلى الكفار؛ لانتشاره بعد ظهور المطابع، وقد ترجموه عدة تراجم، وفي بعضها الكثير من تغيير مدلوله، فالأولى الانتباه لذلك. والله أعلم.
» العودة للفهرس
هل الإنسان مخير أم مسير؟
هل الإنسان مخير أم مسير؟ »
س29: هل الإنسان مخير أم مسير؟ الجواب: نقول: الإنسان مسير ومخير وذلك أن الله -تعالى- قدر عليه ما يقع منه وما يفعله، وهو مع ذلك أعطاه قدرة واستطاعة بها يزاول الأعمال ويختار ما يفعله مما يثاب عليه أو يعاقب، والله -تعالى- قادر على أن يرده إلى الهدى، ودليل ذلك قوله -تعالى-
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ وفي الحديث:
اعملوا، فكل ميسر لما خلق له. وقرأ قوله -تعالى- فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى الآية متن_ح>
فأثبت له عملا وهو العطاء والتقوى والتصديق، وأخبر بأن الله -تعالى- هو الذي يسره أي: أعانه وقواه، فلو شاء لأضله وسلط عليه من يصرفه عن الحق، فهو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء.
ومذهب أهل السنة أن ما يقع من المعاصي والمخالفات كلها بإرادة الله -تعالى- (الإرادة الكونية القدرية)، بمعنى أن الله خلقها وأوجدها مع أنه يكرهها، ولا يحب أهلها بل يعاقبهم عليها، فتنسب إلى العبد الذي عملها وباشرها، ويوصف بأنه مذنب وكافر وفاجر وفاسق، ومع هذا فإن الله -تعالى- هو الذي قدرها وكونها، فلو شاء لهدى الناس جميعا، فلله الحكمة في خلقه وأمره، فلا يكون في ملكه ما لا يريد.
وقد ذهب المعتزلة إلى إنكار قدرة الله -تعالى- على أفعال العباد، بل عندهم العبد هو الذي يضل ويهتدي، فقدرته أقوى من قدرة الرب. وخالفهم الجبرية فبالغوا في إثبات قدرة الرب، وسلبوا العبد قدرته واختياره، وجعلوه مقسورا لا حركة له ولا اختيار.
وتوسط أهل السنة فقالوا: إن للعباد قدرة على أعمالهم، ولهم إرادة تمكنهم من فعلها، والله -تعالى- خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم؛ حتى لا تبطل شريعة الله وأمره ونهيه، ولا ينفى فعله وعموم قدرته لكل شيء. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم الذهاب للسحرة والمشعوذين
حكم الذهاب للسحرة
والمشعوذين »
س30: ما حكم الذهاب إلى السحرة والمشعوذين للاطلاع، أو لطلب معرفة الدواء والمرض ؟ الجواب: لا يجوز ذلك، كما تقدم حكم إتيان العرافين والمشعوذين، والعراف هو الذي يدعي معرفة الأمور الغيبية: كالمسروق وموضع الضالة وما في الضمير، وهو يعتمد خبر الجن له أو الشياطين، فيتقرب إليهم بما يحبون حتى يخدموه.
والسحر عمل شيطاني، من عقد ورقى وجمع أشياء متفرقة، وذكر بعض الأسماء عليها؛ حتى تؤثر في المسحور بإذن الله الكوني القدري، فمنه ما يقتل، ومنه ما يمرض، ومنه ما يفرق بين الزوجين، ولا شك أن الساحر كافر؛ لأنه يشرك بالله في دعاء الجن والشياطين وعبادتهم والتقرب إليهم. وقد دل على كفرهم قوله -تعالى-
وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ إلى قوله:
إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ .
وإذا كان مشركا وجب قتله، والجمهور على أنه لا يستتاب؛ لأنه في الغالب يخفي أمره ويظهر أنه مسلم، وكثيرا ما يقرأ الآيات ويذكر الله ويعبده، فينخدع به الكثير من الناس، لكنه في الباطن والسر يدعو الشياطين ويفعل ما يأمرونه به، وإذا كان مشركا لم يجز إبقاؤه، ولا شك أن إباحة إتيانه والرخصة في سؤاله، ولو للاطلاع أو معرفة الدواء أو نوع المرض -فيه إقرار له، وفيه مدح لحاله وتحسين لطريقته.
ولقد ابتلي الناس في هذه الأزمنة بكثرة السحرة والكهنة، وتوصلوا إلى إضرار الكثير من الناس بصرف أو مرض، أو إصابة بألم جسماني أو عقلي، فصار الناس المصابون يهرعون إلى السحرة، ويسألونهم ويصدقونهم بما يقولون، وإذا وافق أحدهم الآخر جزموا بصحة ما قال الأول، من أن هذا به سحر، وأنه بموضع كذا وكذا، والعامل له من صفته كذا وكذا ونحو ذلك، وإنما الواجب علاج من أصيب بشيء من ذلك بالقرآن والأدعية والأوراد المنقولة ونحوها، وفيها الكفاية لمن وثق بها، وكان حقا من أهل التدين والصلاح والاعتقاد السليم بنفعها وفائدتها، وصد بقلبه عن الخلق كلهم. والله أعلم.
» العودة للفهرس
هل يجوز أن يقال: يا رحمة الله
هل يجوز أن يقال: يا رحمة الله »
» العودة للفهرس
حكم إعطاء المصاب جلد ذئب
حكم إعطاء المصاب جلد
ذئب »
س32: هناك من يعطي المصاب بالصرع جلد ذئب، فإذا شمه خرج الجن أو مات فما حكمه؟ الجواب: لا أرى ذلك سائغا، ولا أظنه مفيدا، وإن لم أكن على يقين، وقد ذكر لنا أن الجن يهربون من الذئاب، بل إن الذئب يبصر الجن إذا خرجوا على الأرض، ويطارد أحدهم حتى يفترسه، ولشهرة ذلك عند العامة، وكثرة الوقائع التي تنقل فيه. لا أقول: إنه مستحيل، فإن الجن إنما حجبوا عن أنظار البشر في قوله -تعالى-
إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ فنحن لا نبصر الجن لأنهم من عالم الأرواح، وهي خلق لا نعرف كيفيته، لكن نعلم أنهم يلابسون الإنسان ويغلبون على روحه، وأن المصاب بالصرع إذا ضرب أو صفع لا يتألم إلا الجن الذي لابسه، بل إنه ينطق على لسانه ويتغلب على حركاته.
والعلاج الصحيح للمصروع هو الرقية بكلام الله وبالأدعية المأثورة، فإنه يضيق بذلك ذرعا، سيما إذا كان القارئ من أهل الورع والاستقامة والتمسك بالسنة ومعرفة الآيات التي لها تأثير في إخراج الجن وتضرره، وهناك أناس اشتهروا بعلاج الصرع والقراءة على المصابين به، بحيث إذا خرج القارئ سقط المصروع فرقا منه.
وهناك علاج بغير القراءة، من أدوية وأشربة وأشياء تؤثر في خروج الجان أو موته، لا بأس بها إذا لم تشتمل على ما لا يجوز شرعا.
وإذا جرب جلد الذئب ونحوه من أجزائه، وصار له تأثير في تأذي الجان أو خروجه ونحو ذلك - أصبح من الأدوية المباحة؛ حيث لا محذور فيه، فهو دواء معروف، وليس فيه سحر ولا استخدام جن ونحو ذلك مما يفعله الكهنة وغيرهم. والله أعلم.
» العودة للفهرس
حكم قول بذمتك
حكم قول بذمتك »
» العودة للفهرس
احتجاج المذنب بقوله: لو لم تذنبوا
...
احتجاج المذنب بقوله: لو لم تذنبوا
... »
» العودة للفهرس
هل إبليس من الملائكة؟
هل إبليس من الملائكة؟ »
» العودة للفهرس
ما هي الكتب المفيدة في العقيدة
ما هي الكتب المفيدة في
العقيدة »
س36: ما هي الكتب المفيدة في العقيدة ؟
الجواب: ننصح بقراءة كتب السلف الصالح، وأهل القرون المفضلة، وذلك أن أمر العقيدة لما كان المخالف فيه يضلل؛ اهتم به العلماء، وأولوه عنايتهم، وتكلموا على العقيدة الصحيحة التي وقعت فيها الخصومة مع أهل زمانهم: كالخوارج، والقدرية، والجهمية، والمرجئة، والرافضة، والجبرية. وبينوا ما أخطأ فيه هؤلاء المبتدعة، وبالغوا في ذلك، كـالرد على الزنادقة للإمام أحمد وعلى الجهمية لعثمان الدارمي وعلى بشر المريسي له أيضا.
وكتبوا في السنة، أي: في أمر المعتقد. ككتاب السنة للإمام أحمد برواية الاصطخري وكتاب السنة لعبد الله بن أحمد والسنة لابن أبي عاصم والسنة للبربهاري والإيمان لابن أبي شيبة والإيمان لابن منده والتوحيد لابن خزيمة والتوحيد لابن منده والإبانة لابن بطة والأسماء والصفات للبيهقي والاعتقاد له، والسنة للخلال وشرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي والشريعة للآجري ويليها كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم كـالعقيدة الواسطية، وعليها شروح: كالروضة، والتنبيهات، والكواشف. وكذا الفتوى الحموية، والرسالة التدمرية، واجتماع الجيوش الإسلامية، والكافية الشافية، والصواعق المرسلة، والصفدية.
أما في التوحيد العملي الطلبي، فكتب فيه شيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وبنوه وتلامذته وأتباعهم: كـالتوسل والوسيلة، ورسالة الواسطة، واقتضاء الصراط المستقيم، وكتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، ومفيد المستفيد، وكشف الشبهات، وثلاثة الأصول، ومسائل الجاهلية، وعقيدة المسلمين للبليهي وتطهير الاعتقاد للصنعاني وكتب الردود على المخالفين، وهي كثيرة مشهورة. والله أعلم.
» العودة للفهرس