فتاوى ابن جبرين » معاملات » معاملات مالية » الإجارة » العمل عند غير المسلمين » [ 5134 ] حكم العمل مع شركات مستحضرات التجميل المعادية للمسلمين

السؤال

س: أنا مديرة مبيعات في شركة عبد الله وسعيد بن زقر (أفون) لمستحضرات التجميل، ويعمل تحتي (500) عضوة تقريبا أقوم بإدارتهن، كما أنني أدير (10) قائدات كل قائدة تحتها مجموعة من العضوات، وطبيعة عملنا كالتالي: · تقوم العضوة بترويج المنتجات عن طريق كتالوج خاص فيه مستحضرات التجميل والعطور للنساء من أفراد أسرتها ومعارفها وجيرانها. .. الخ، فتجمع طلبية كل سيدة وتقوم بطلبها عن طريقي أو عن طريق موظفي الشركة عبر الهاتف، وبعد أسبوع تصلها المستحضرات عن طريق سائق الشركة، وتستلم الطلبية وتسلم النقود فورا للسائق، وتأخذ سندا بقيمة المبلغ، وبالنسبة لأرباح العضوة فهي تأخذ 25% من قيمة كل طلبية. · بالنسبة للقائدة فهي تدير مجموعة من هؤلاء العضوات مسؤولة عن تدريبهن على طريقة البيع، وإقناعهن بشراء المستحضرات المخفضة السعر، وتخبرهن عن كل جديد في الشركة، وبالهدايا التي ستكسبها العضوة عندما تقدم طلبية بقيمة كذا. .. إلخ، ووظيفة القائدة الأساسية هي البحث عن عضوات جدد باستمرار، لتزيد من عدد عضواتها، وبالتالي ترفع من مبيعاتها، وبالنسبة لأرباح القائدة فهي تأخذ (100) ريال عن كل عشر تقوم بتسجيلهن (كل عضوة تشترك تدفع (100)ريال قيمة الاشتراك) بالإضافة أنها تأخذ (7%) من مجموع مبيعات عضواتها بصفة مستمرة (بمعنى أن راتبها بالنسبة غير ثابت على حسب مجهودها). · أما بالنسبة للمديرة فوظيفتها إدارة القائدات، وتدريبهن على الطريقة الصحيحة لرفع مبيعاتها، بالإضافة إلى أنها تقوم بإدارة مجموعة من العضوات تحتها مباشرة، والمديرة مطالبة أيضا بالبحث عن عضوات جدد، وبالنسبة لأجر المديرة فهو راتب شهري قدره (5000) ريال تقريبا، لأنها موظفة على بند العمل والعمال، بالإضافة إلى المكافآت المالية على تحقيق هدف مبيعات منطقتها المحددة من الشركة . هدايا . تأمين صحي . بدل سفر. وأجمل ما في عملي هو أن دوامي في العمل داخل منزلي بين أسرتي، أدير العضوات والقائدات عن طريق الهاتف، أو بالاجتماع بهن، وتعاملي مع موظفي الشركة عن طريق الهاتف والفاكس، ولا يوجد أي نوع من الاختلاط بالرجال، فقط عن طريق مهاتفة موظفي الشركة بالهاتف والفاكس. هذه طبيعة عملي، والمبالغ التي تدخل الشركة عن طريقي (مليون ونصف تقريبا سنويا). ولكن ما يحيرني ويقلقني ويجعلني في صراع نفسي بين الاستمرار في الشركة أو تقديم استقالتي هو أصل الشركة، وما نعرفه عن الشركة أنها عبارة عن شركة مساهمة تعمل في (135) دولة في العالم، تأسست في الولايات المتحدة عام (1886م) من قبل ديفيد مكونيل، وهي في المملكة العربية السعودية منذ عام (1980م) ووكيلها المعتمد بالمملكة العربية السعودية ( عبد الله وسعيد بن زقر)، ولها عدة مصانع في نيويورك وفي بريطانيا و ماليزيا و باريس إلخ، وفي أكثر من دولة في العالم. والمشكلة التي نواجهها عندما بدأت مقاطعة المنتجات اليهودية، فبدأت منشورات تتداول بين الناس غير موثقة من أي جهة، ومن ضمن المنتجات (أفون) على أنها شركة يهودية أمريكية، كما يدعي الناس حولنا، فبعض الناس يتهموننا بأننا نساعد اليهود وندعمهم ضد المسلمين، بدخول كل هذه الأموال لصالحهم، فلدينا من هو معارض ومن هو مؤيد، وأصبحت تائهة لا أعرف ما هو الصواب من الخطأ. 1- هل فعلا الشركة يهودية أمريكية ولا يجوز التعامل معها في الوقت الحالي؛ لأنها تحارب المسلمين في العراق و فلسطين من قبل؟ 2- هل طبيعة عملي فيه شيء من الحرمانية (أصل الشركة، طريقة البيع، إقناع العضوات. .. إلخ)؟ 3- هل التعامل مع اليهود والأمريكان في البيع والشراء محرم في مثل هذه الأوضاع؟ وهل راتبي حلال أم حرام؟ 4- من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، أنت تعلم أن وظيفتي تحلم بها أي سيدة، حيث المنصب، والراتب، والدوام المنزلي، فعملي رائع جدا ولا أريد أن أتخذ قرارا أندم عليه، فلا توجد وظيفة تتمتع بهذه المميزات خصوصا في الوقت الحالي، ولكن إن كان في عملي شيء من الحرمانية فسأتركه لله عز وجل بدون تردد. 5- ملاحظة هامة: هناك الكثيرات من العضوات والقائدات يعتبر هذا الدخل من الشركة هو مصدر رزقهن وقوت أهل بيتهم الوحيد والأساسي، ولا يوجد لديهن مصدر آخر، والبعض منهن يعتبره زيادة دخل (كماليات)، كما أن للشركة فروعا في جميع أنحاء المملكة وبنفس النظام، والمكتب الرئيسي في جدة وفي مكة المكرمة يوجد (4) مديرات مبيعات أنا من ضمنهن، فمكة مقسمة إلى (4) مناطق، كل مديرة تدير منطقة وبنفس الأسلوب، وفي المملكة (25) مديرة في كل مدينة (4-5) مديرات حسب عدد سكان المدينة، وجميعهن سعوديات الجنسية. أنا في دوامة وحيرة ومتوقفة عن العمل، فردكم على مسألتي سيكون هو القرار الذي سأتخذه إن شاء الله أنا وفريق العمل من مديرات وقائدات وعضوات في مكة المكرمة وجزاكم الله خير الجزاء.

الجواب

ننصحك *_أولا_*وننصح جميع العضوات والقائدات بالتخلي عن هذا العمل، كما ننصح ابن زقر أن يلتمس عملا وبضاعة غير هذه البضاعة، وذلك أن هذه المستحضرات للتجميل والعطورات للنساء، مما لا حاجة إليها، ولا ضرورة، فالتجميل يحصل بغير هذه المستحضرات، كما هي عادة النساء قبل خمسين سنة أو أقل وإلى الآن، فهن مستغنيات عن هذه المستحضرات وعن هذه العطورات، ولم ينقص ذلك في جمالهن وزينتهن، ولم يكن تركهن لهذه المستحضرات سببا لعزوف أزواجهن عنهن، فإن الجمال خلقة وهبة من الله تعالى، والعطورات يباح منها للنساء ما ليس فيه تحريم، فقد جاء في الحديث: طيب الرجال ما ظهر ريحه وخفي لونه، وطيب النساء ما ظهر لونه فكان النساء يتطيبن في أيديهن وأرجلهن بالورس والزعفران والعصفر والكركم ونحوها، وتتطيب في بيتها بالمسك والريحان ودهن العود ونحوه، وهن مستغنيات عن هذه العطورات، فعلى هذا نرى عدم ترويج هذه المستحضرات وهذه العطورات، والدعاية إليها. *_وثانيا:_* أن هذه المستحضرات تنتجها الدول الكافرة، من اليهود والنصارى، ومصانعها في أمريكا و بريطانيا يعود مصلحتها لهؤلاء الكفار، وتجمع تلك الأموال التي تخسرها الدول الإسلامية وتربحها هذه الدول الكافرة وتحارب بها المسلمين، وتنصر عليهم دولة اليهود في فلسطين وفي غيرها، فتجب مقاطعة جميع المنتجات من هذه الدولة الكافرة وعدم التعامل معها، وعدم الشراء من كل منتجاتها، سواء (أفون) أو غيرها، فالذين يروجون هذه المنتجات لا شك أنهم يساعدون النصارى، ويدعمون اليهود، ضد المسلمين، فالأموال الكثيرة التي تصرف في قيمة هذه المستحضرات والعطورات تكون تقوية لليهود والنصارى، وحربا على المسلمين كما هو الواقع الآن في كثرة قتلهم للمسلمين في العراق و فلسطين و الصومال و السودان ولا شك أن التعامل مع اليهود والنصارى في البيع والشراء محرم في هذه الأوضاع، لما فيه من حربهم للإسلام والمسلمين، وإذلالهم للبلاد وأهلها، وحرصهم على الاستيلاء على بلاد الإسلام وإذلال أهلها واستغلال خيراتها، فننصح هذه الشركة والعاملين فيها، رجالا ونساء، أن يقاطعوا هذه المنتجات لأنها لا أهمية لها، وليست من الضروريات، ولأنها إنتاجات من هؤلاء الكفار، ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. والله هو الرزاق ذو القوة المتين. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س أنا مديرة مبيعات في شركة عبد الله وسعيد بن زقر أفون لمستحضرات التجميل ويعمل تحتي 500 عضوة

عدد المشاهدات

563