فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » حق المسلم » عدم هجر المسلم فوق ثلاثة أيام » [ 12897 ] هجر المسلم أخاه بسب المعصية

السؤال

س: سألني شخص يقول لي ابن عم عليه بعض الأخطاء في شرع الله، ويعتبرها البعض صغيرة بالنسبة إلى غيرها. ولكن حصل منه هذا الموقف في زواج أخته تجرأ هذا الشخص وقام بالصعود على سطح المنزل الذي فيه تجمع النساء وهن كاشفات. وقد علمت به بعضهن، وقامت بتحذير البعض الآخر. وكان معه أحد أبناء عمه الآخرين في نفس الوضع. ولما عَلِمْتُ بذلك غضبتُ من هذا العمل وقاطعت هذا الشخص لعمله هذا وذلك امتثال وتطبيق لعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كعب بن مالك رضي الله عنه لما تخلف عن الغزو معه. وكان معي بعض إخوان هذين الشخصين ولكنهم تراجعوا عن موقفهم بعد فترة بسيطة إلا واحد منهم. وكان لقائي به وذلك في مناسبة العيد بعد أن كان منه بعض المحاولات للصلح والتوبة من هذا العمل. ولم أكن أثق به من هذا الجانب وأردت التشديد عليه عل هذا يمنعه ويجعله يفكر ويحسب لمثل هذه الأمور حسابًا. ورفضت مقابلته وبعد مشاورات بيني وبين بعض الإخوان الذين يوافقونني في هذا الرأي وتوسط بعض الإخوان من الذين يعلمون بالأمر اتفقنا على ألا يقابلنا في العيد ولا نسلم عليه إلا إذا كان هناك لقاء قبله ولم يحضر قبل العيد ولم نلتق. ولهذا قابلناه يوم العيد ولم نقم بالسلام عليه ونحن في حيرة من الأمر. هل ما عملناه معه أمر شرعي أم لا؟ علمًا بأننا نعلم بأنه لا يحق للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ولكن بحكم بعد بعضنا عن الآخر فهو في بلد ونحن في آخر ولم نلتق به إلا في ذلك العيد ولم يحاول أن يتصل بنا مرة أخرى، أو يكلمنا عن هذا الموضوع. فضيلة الشيخ نرجو منكم التكرم بإجابتنا عما يلي 1 - هل عملنا معهم فيه طاعة لله سبحانه وتعالى وهل هو تحقيق لعمل النبي -صلى الله عليه وسلم- مع كعب بن مالك أم لا؟ 2 - هل علينا شيء بسبب عدم السلام عليهم يوم العيد؟ 3 - ما الواجب علينا الآن إذا كنا على خطأ؟ هل نذهب إليهم ونسلم عليهم علمًا بأنا لا نرضى لأنفسنا بذلك ولما فيها من إكسابهم القوة في التمادي في مثل هذه الأعمال؟ 4 - أو هل ننتظر حصول مناسبة ونستغلها للمصالحة؟ 5 - هل نعاملهم بعد السلام معاملة جيدة أم لا؟

الجواب

لا شك أن فعله هذا معصية وذنب منكر يجب عليه أن يتوب ويندم ويستغفر ربه ولا يعود لمثل هذا ويحق لكم هجره إذا أصر عليه وتبجح بفعله وامتنع من ترك هذا الذنب والفعل المنكر. 1 - عملكم جائز وهو هجر العصاة وترك الكلام معهم وعدم السلام عليهم رجاء أن يندموا ويتوبوا كما حصل لكعب وصاحبيه. 2 - لا شيء عليكم بعدم السلام عليهم يوم العيد، أو بعده إذا بقوا على الإصرار واستحسنوا ما فعلوه وتمادوا في غيهم. 3 - عليكم نصحهم وإرسال من ينصحهم ويوبخهم ويحثهم على التوبة والتزام العمل الصالح وإظهار الندم على ما صدر منهم والتزام عدم العودة إلى مثل ما فعلوا؛ فالتوبة تهدم ما قبلها. فأما إن أصروا واستكبروا فلا تزوروهم ولا تذهبوا إليهم رجاء أن يشعروا بذنبهم ويقبلوا الصلح إن رجي ذلك منهم. 4 - متى حصل مناسبة كاجتماع في عيد، أو في حفل، أو نحوه وطلبوا منكم الصلح والتزموا قبول النصح ورغبوا في السلام والاجتماع فاغتنموا ذلك فالصلح خير ولذوي القربى حق القرابة والرحم. 5 - بعد التوبة والصلح تعود بينكم المودة والرحمة وتتعاملون معهم معاملة حسنة كما كنتم من قبل. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س سألني شخص يقول لي ابن عم عليه بعض الأخطاء في شرع الله ويعتبرها البعض صغيرة بالنسبة إلى

عدد المشاهدات

623